٢٥ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ

تجربة العميل وتحول الرضا إلى عائد

مقالات أخرى

تجربة العميل وتحول الرضا إلى عائد

تجربة العميل وتحول الرضا إلى عائد

تجربة العميل وتحول الرضا إلى عائد

لحظة تاريخية تتقاطع فيها السياسة والاقتصاد وتجربة العميل

لحظة تاريخية تتقاطع فيها السياسة والاقتصاد وتجربة العميل

لحظة تاريخية تتقاطع فيها السياسة والاقتصاد وتجربة العميل

تجربة العميل في قلب الريادة

تجربة العميل في قلب الريادة

تجربة العميل في قلب الريادة

يوم التأسيس وتجربة العميل: إرثٌ يُلهم المستقبل

يوم التأسيس وتجربة العميل: إرثٌ يُلهم المستقبل

يوم التأسيس وتجربة العميل: إرثٌ يُلهم المستقبل

النشرة البريديّة - اشترك لتصلك المقالات فور نشرها

النشرة البريديّة - اشترك لتصلك المقالات فور نشرها

تستطيع إلغاء اشتراكك في أي وقت وتأكّد أني لن أشارك بياناتك مع أي جهة نهائياً.

النشرة البريديّة - اشترك لتصلك المقالات فور نشرها

تستطيع إلغاء اشتراكك في أي وقت وتأكّد أني لن أشارك بياناتك مع أي جهة نهائياً.

انضم لقناة تجربة العميل على الواتساب لتكون على اطلاع

انضم لقناة تجربة العميل على الواتساب لتكون على اطلاع

في كثير من الاجتماعات، قد يتكرر مشهد مألوف: تُعرض لوحة مؤشرات ملونة، تُذكر نسبة رضا العملاء، ويُختم العرض بقصة ملهمة عن عميل تمت مساعدته أو انطباع إيجابي نُقل من الميدان. وقد يبدو كل شيء رائعاً، لكن في الحقيقة، هناك شيء ناقص.

شعرت بهذا الفراغ ذات مرة في أحد العروض التي اطلعت عليها، كانت المؤشرات إيجابية، والملاحظات مشجعة. لكن حين سألت سؤالاً بسيطاً: “ما الأثر المالي لهذا العمل؟”، ساد الصمت. لم يكن لأن المشروع بلا قيمة، بل لأن التفكير فيه من زاوية العائد لم يكن حاضراً بما يكفي.

من هنا نطرح سؤالاً أكبر: كيف نقيس تجربة العميل كإستثمار؟ وكيف نُثبت أنها ليست مجرد تحسين “انطباع”، بل أداة تؤثر على القيمة، والنمو، والتكلفة؟ لن نجد الجواب في لوحة المؤشرات أحياناً، ولا في تقارير الرضا، بل في نموذج تشغيل مختلف كلياً.

في النموذج التقليدي، تجربة العميل تُدار كأنها وظيفة داخلية تُطالب بتقارير دورية، مؤشرات شعور، وقصص تُروى في العروض التقديمية. كانت تُربط غالبًا بالاحتفاء أكثر من التحليل، وبالنية أكثر من التأثير. أما اليوم، فإن القادة الحقيقيين لا يسألون عن درجات رضا أو تقييمات شهرية فقط، بل يسألون عن العوائق، عن أسباب فقد العملاء، وعن الإجراءات العملية لتصحيح المسار.

ما لا يمكن قياسه، لا يمكن تحسينه. وما لا يُترجم إلى نتائج، لا يُبرر الاستمرار فيه.

تغيّرت طبيعة الأسئلة، وهذا التغيّر لم يكن من فراغ، بل من وعي حقيقي بأن السوق لا يرحم التجميل، ولا يجامل المشاعر. فالذي لا يتحسن يُستبدل، والذي لا يُقاس لا يُمَوَّل.

أتذكر مشروعًا بسيطًا عمل عليه فريق صغير لتحسين تجربة الاشتراك الرقمي في إحدى الخدمات. والهدف لم يكن إبهار العميل، بل إزالة خطوة مربكة كانت تتسبب في تسرب 12٪ من العملاء الجدد خلال أول 48 ساعة. وبعد تعديل التجربة — دون إعلان ولا حملة — ارتفع معدل الاكتمال بنسبة عالية، وانخفضت الاستفسارات، وتحسن العائد الشهري تلقائيًا. كانت تجربة تُقاس بنتائجها، لا بانطباعاتها.

ليست كل تجربة جيدة تُنتج ولاء… لكن كل تجربة منتجة تُولد أثر

المطلوب اليوم التركيز بشكل أكبر على نتائج تقود القرار، وتجربة ترتبط بالعائد لا فقط بالعاطفة. لأن الهدف الحقيقي هو أن تتحول تجربة العميل من مبادرة كأنها شيء موسمي إلى نظام أداء مستمر، يبدأ من التصميم، ويمتد إلى الأثر المالي، ويتكامل مع قرارات العمل اليومية.

ومع نضوج التفكير عالميًا، بدأت بعض الجهات تتبنى ما يُعرف بـ “النمو المكتسب Earned Growth” — وهو مفهوم يقيس مدى اعتماد المؤسسة على العملاء الذين يختارون العودة، ويأتون بغيرهم، لا بفعل العروض، بل نتيجة تجربة وجدوا فيها قيمة تستحق المشاركة. هذا النوع من النمو لا يُشترى، بل يُكتسب. ولا يتحقق فقط بجهد تسويقي، بل بعمل عميق على إزالة الاحتكاك، وبناء الثقة، وتصميم التجربة لتُروى لا لتُنسى.

العائد على تجربة العميل لا يُقاس فقط بمدى الرضا، بل بمدى ارتباطه بتقليل التكلفة، وزيادة قيمة العميل مدى الحياة، وتحسين الاحتفاظ، وتقليص الهدر الناتج عن تجارب غير محسّنة. لكن الأهم من ذلك كله: هو السرعة في ربط الفهم بالفعل، والتحسين بالنتيجة.

حين نفكر في تجربة العميل كتكلفة، نُهمل أثرها. وحين نعاملها كزينة تنظيمية، لا نمنحها حقها. أما حين نراها كنظام يُصمم لإزالة العوائق، وتحسين القرارات، وتحقيق النمو — عندها فقط، نستحق أن نسأل عن العائد.

العائد الحقيقي ليس في لوحة المؤشرات، ولا في معدل رضا عابر… بل في الطريقة التي تغير بها التجربة شكل العمل، وتعيد تشكيل العلاقة بين العميل والكيان.

دمتم بود؛